-->
اكتب ما تود البحت عنه و اضغط Enter
إعلان على الهواتف
مساحة إعلانية
آخر الأخبار

الأربعاء، 14 مايو 2025

المهرجان الدولي للأشخاص في وضعية إعاقة يحتفي بدورته الـ16: "الفن المشترك بوابة للإبداع"


إبراهيم بن مدان

تحتفي العاصمة المغربية الرباط، خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 17 ماي 2025، بالدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي للأشخاص في وضعية إعاقة، والذي تنظمه جمعية التعاون الثقافي ومساندة الأشخاص في وضعية إعاقة. وتأتي هذه الدورة في سياق مميز، إذ تتزامن مع احتفالات المملكة بالذكرى الثانية والعشرين لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مما يمنح التظاهرة بعدًا وطنيًا مفعمًا بالرمزية والدلالة.

يحمل المهرجان هذا العام شعار "الفن المشترك بوابة للإبداع"، وهو شعار يعكس روح التظاهرة وأهدافها العميقة التي تروم جعل الفن وسيلة للاندماج، ومساحة للتعبير، ومنصة للتلاقي بين المبدعين من مختلف الأوساط، خاصة أولئك الذين يعيشون في وضعية إعاقة.

البحرين ضيف شرف: تكريس للعلاقات الثقافية والإنسانية

في خطوة لافتة، تستضيف الدورة السادسة عشرة مملكة البحرين كضيف شرف، في بادرة تحمل أكثر من دلالة. فهي من جهة، احتفاء بروابط الأخوة والتعاون الثقافي العميق الذي يجمع المغرب بالبحرين، ومن جهة أخرى، تعبير عن الانفتاح العربي المشترك نحو قضايا الدمج الثقافي والاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة. وتعد هذه الاستضافة مناسبة لتبادل التجارب بين البلدين، وتسليط الضوء على المبادرات الخليجية في مجال تمكين ذوي الإعاقة ثقافيًا وفنيًا.

منصة للتمكين والإبداع

أصبحت هذه التظاهرة السنوية، على مر السنوات، أحد أبرز المواعيد الثقافية الدامجة في المنطقة، بفضل ما تقدمه من فرص نادرة للمشاركة، والتعبير عن الذات، وتبادل الخبرات بين الفنانين والمبدعين من ذوي الإعاقة ومختلف الفاعلين الثقافيين. كما يتيح المهرجان فضاءً رحبًا لعرض مواهب متعددة في مجالات الموسيقى، المسرح، الفنون التشكيلية، الحكاية، الرقص المعاصر، وغيرها.

ويتضمن برنامج هذه الدورة باقة من الأنشطة المتنوعة، من ورشات تكوينية ولقاءات فكرية، إلى عروض فنية ومعارض وندوات تتمحور حول دور الثقافة في تحقيق الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص في وضعية إعاقة. كما يسلط الضوء على قصص نجاح ملهمة، ويحتفي بإنجازات بارزة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.



رؤية استراتيجية للثقافة الدامجة

أكدت جمعية التعاون الثقافي ومساندة الأشخاص في وضعية إعاقة أن تنظيم هذا الحدث يأتي ضمن رؤيتها الشمولية التي تعتبر الثقافة أداة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. وتسعى الجمعية من خلال المهرجان إلى إحداث تحول في النظرة المجتمعية تجاه الإعاقة، وتعزيز ثقافة الاعتراف بالمواهب والطاقات الكامنة لدى هذه الفئة، بعيدًا عن المقاربات الإحسانية أو التمييزية.

وقد استطاعت الجمعية، عبر هذا المهرجان، أن تضع المغرب على خارطة المبادرات الثقافية الدامجة على الصعيدين العربي والدولي، حيث أصبح المهرجان قبلة للفنانين، والباحثين، والناشطين في مجال الإعاقة من مختلف أنحاء العالم.

رهانات المستقبل وتحديات الاستمرارية

رغم النجاحات التي راكمها المهرجان عبر دوراته السابقة، إلا أن التحديات تظل قائمة، خاصة فيما يتعلق بضمان استمرارية الدعم المؤسساتي، وتوسيع قاعدة المشاركين، وكذا تعزيز الوعي الجماعي بقضايا الإعاقة. كما يظل الرهان الأكبر هو تحويل مخرجات هذه التظاهرة إلى سياسات ثقافية دامجة على مدار السنة، بما يضمن الأثر المستدام للأنشطة المنجزة.

وتجدر الإشارة إلى أن الدورة السادسة عشرة من المهرجان الدولي للأشخاص في وضعية إعاقة تشكل مناسبة للاحتفاء بالإبداع، وتكريس القيم الإنسانية، وترسيخ مفاهيم التعدد والاختلاف كعناصر غنى لا كعوائق. وهو ما يجسد بحق الشعار الذي يحمله المهرجان: "الفن المشترك بوابة للإبداع".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Anapresse / أنا بريس
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية