عادل الميلودي


في مشهد غير مألوف، وجد عدد من الفنانين المغاربة أنفسهم أمام أبواب اتصالات المغرب، أكبر شركات الاتصالات في البلاد، بحثاً عن فرصة أو دعم يفتح لهم أبواب المهرجانات التي ترعاها الشركة. هذا المشهد، الذي سرعان ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حوّل النقاش من مجرد واقعة عابرة إلى قضية رأي عام فني.

تطرح الواقعة أسئلة ملحّة: هل الدعم الفني في المغرب حكر على أسماء بعينها؟ أم أن الشركات، وعلى رأسها اتصالات المغرب، تمارس حقها الطبيعي في اختيار شركائها وفق حسابات تجارية وتسويقية بحتة؟

المراقبون يؤكدون أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، وأنها تعكس أزمة أعمق في العلاقة بين القطاع الخاص والمجال الثقافي. فبينما تُنفق الشركات الملايين على تنظيم ورعاية المهرجانات الكبرى، تبقى فئات واسعة من الفنانين خارج دائرة الضوء، خصوصاً المواهب الشابة التي لا تملك نفوذاً أو شبكة علاقات واسعة.

في المقابل، يدافع البعض عن موقف الشركات، معتبرين أن الاستثمار في الفن بالنسبة لها جزء من استراتيجيتها التجارية، وبالتالي فمن الطبيعي أن تختار من يخدم صورتها وعلامتها التجارية.

ومع اتساع الجدل، يزداد الضغط على الفاعلين الثقافيين والحكوميين لوضع إطار شفاف يضمن توزيع الدعم والرعاية بشكل أكثر عدلاً، حتى لا يبقى الفن رهين المصالح التسويقية وحدها، بل فضاءً مفتوحاً لكل صوت مبدع يستحق أن يُسمع.

Post a Comment

أحدث أقدم