في قلب جبال الأطلس المتوسط، وعلى أطراف قرية سيدي علي بن حمدوش، يتوافد آلاف الزوار كل سنة لإحياء موسم يعد من أكثر المواسم إثارة للجدل في المغرب. ورغم الطابع الديني المرتبط بالزيارة والضريح، إلا أن ما يجري ليلاً يكشف وجهاً آخر، غارقاً في الطقوس الغامضة والممارسات الخارجة عن المألوف.
طقوس في الظلام
مع حلول الليل، يتحول الفضاء المحيط بالموسم إلى مسرح لممارسات يصفها البعض بـ"الشعوذة"، حيث تُقام جلسات سرية يختلط فيها البخور بالرقص على إيقاعات "عيساوة" و"كناوة". في تلك اللحظات، لا تعود الأصوات سوى همسات متقطعة وأناشيد غامضة يرددها الحاضرون وكأنها مفاتيح لعوالم غير مرئية.
القرابين والذبائح
من بين أكثر الطقوس إثارة للرعب، تلك المرتبطة بتقديم القرابين. بعض الزوار يذبحون الحيوانات، ويتركون دماءها قرب المزار، اعتقاداً منهم أنها تجلب البركة أو تفك "الربط". هذه الممارسات، التي يُنظر إليها من طرف فئة من المجتمع كجزء من "الإرث الروحي"، يصفها آخرون بأنها انحراف خطير وتجاوز للحدود الدينية.
أسرار خلف الأبواب
مصادر محلية أكدت أن ليالي الموسم لا تخلو من ممارسات أخرى أكثر خطورة تجري داخل المنازل المكترية بالمنطقة. هناك، تُروى قصص عن جلسات مشبوهة وطقوس “سحر أسود” تصل حد استغلال بعض النساء والفتيات، في ظل غياب الرقابة وتغاضي السلطات عن كل ما يحدث.
شهادات صادمة
إحدى الزائرات قالت: “جئت أبحث عن الشفاء من مرض أعجز الأطباء، لكنني صدمت مما رأيته، أناس يدخلون في غيبوبة، آخرون يقدمون قرابين، وممارسات يصعب وصفها”. بينما يؤكد آخر: “الليل هنا غير النهار.. كل شيء يتحول إلى طقوس غامضة يصعب فهمها”.
بين الدين والخرافة
هذا الجدل يجعل من موسم سيدي علي موضوعاً شائكاً؛ بين من يعتبره إرثاً شعبياً عريقاً يجب الحفاظ عليه، ومن يراه بؤرة للشعوذة والانحرافات التي تسيء إلى صورة التدين الشعبي بالمغرب.
إرسال تعليق