شريط



يعيش المئات من الشباب المغاربة، الحالمين بولوج عالم التمثيل والسينما، رحلة طويلة ومرهقة تمتد لسنوات. أربع سنوات من الدراسة النظرية والتطبيقية، بين الامتحانات والدروس والتداريب، مصاريف باهظة، ضغط نفسي متواصل، واستثمار عائلاتهم في مستقبلهم الفني. كل ذلك من أجل أن يُتاح لهم في النهاية حق المنافسة على أدوار محدودة، في سوق فني صعب وشديد الانتقاء.

لكن المفارقة الصادمة التي يواجهها هؤلاء، هي أنهم بعد كل هذا الجهد والتكوين، يجدون أنفسهم في منافسة غير متكافئة مع بعض "اليوتوبــرز" الذين اقتحموا المجال السينمائي دون تكوين أكاديمي أو اجتياز مباريات رسمية، ودون أي التزام بقواعد أو ضوابط مهنية. يكفي أن يكون لصاحب القناة قاعدة جماهيرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يتحول فجأة إلى ممثل في أعمال سينمائية أو تلفزيونية، فقط لأن المنتجين يراهنون على عدد المتابعين بدل الكفاءة.

هذا الواقع يطرح أسئلة عميقة حول قيمة التكوين الأكاديمي، وجدوى المعاهد الفنية التي تكلف الطلبة وأسرهم الملايين من السنتيمات كل سنة. كيف يعقل أن يُقصى شاب درس وتعب ونجح في مباريات دقيقة، ليُمنح الدور لشخص لم يقدم سوى محتوى مثير للجدل على مواقع التواصل؟

صرخة هؤلاء الشباب ليست مجرد غيرة أو اعتراض، بل دفاع عن كرامة المهنة، عن قيمة التكوين والجدية، وعن مستقبل الفن المغربي. فهل تتحرك الجهات المسؤولة لإنصافهم، أم سيبقى المشهد الفني رهين أرقام المشاهدات وعدد المتابعين؟




Post a Comment

أحدث أقدم