10/recent



أثار الظهور الإعلامي لكل من نزار بركة، وزير التجهيز والماء والأمين العام لحزب الاستقلال، ونجوى كوكوس، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، في برنامج “نكونو واضحين” الذي بثته القناة الثانية مساء الأحد 5 أكتوبر 2025، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية. فبدلاً من الدفاع عن الحصيلة الحكومية، اختار المسؤولان تقديم نفسيهما بصفات حزبية لا حكومية، في ما اعتبره البعض رسالة سياسية واضحة تعكس تململاً داخل مكونات الأغلبية نفسها.

خلال النقاش الذي جمعهما بعدد من شباب “جيل Z”، الذين يقودون منذ أكثر من أسبوع احتجاجات اجتماعية في مختلف المدن، بدا كل من بركة وكوكوس حريصين على إبراز استقلالية موقفيهما عن أداء الحكومة. فالأول تحدث بصفته “أميناً عاماً لحزب الاستقلال” وليس كوزير في حكومة عزيز أخنوش، فيما شددت الثانية على “ضرورة الفصل بين الأغلبية الحكومية والبرلمانية”، في تصريح اعتُبر تبرؤاً ضمنياً من قرارات الحكومة ومن سياساتها التي وُصفت بالفاشلة في الاستجابة لتطلعات الشباب.

هذا الموقف أثار موجة من التعليقات، حيث اعتبر العديد من المتتبعين أن ما صدر عن بركة وكوكوس ليس مجرد صدفة، بل هو تعبير عن أزمة ثقة داخل مكونات الأغلبية الثلاثية. كما فُسرت تصريحاتهم بأنها محاولة لـ"النجاة من الغضب الشعبي" الذي يزداد مع تصاعد الاحتجاجات، و"قفز من القارب الغارق" قبل أن تغرق التجربة الحكومية برمتها.

ويرى محللون أن خروج قيادات من هذا المستوى بخطاب يبتعد عن روح التضامن الحكومي، يعكس حرجاً سياسياً متزايداً لدى أحزاب الأغلبية، خصوصاً مع تزايد الانتقادات لسياسات رئيس الحكومة عزيز أخنوش واتهامه بالعجز عن التواصل مع الشارع ومع فئات الشباب التي تشكل النسبة الأكبر من المجتمع المغربي.

في الوقت الذي ينتظر فيه الشارع من الحكومة حلولاً عملية للأزمات الاجتماعية المتراكمة، يبدو أن مكوناتها بدأت تبحث عن مخرج سياسي يحمي صورتها قبل الانتخابات المقبلة. وبينما يحاول نزار بركة ونجوى كوكوس التمايز عن أخنوش، يبقى السؤال مطروحاً: هل هو خلاف ظرفي في أسلوب التواصل، أم بداية تفكك داخل الأغلبية قد يعجّل بنهاية تجربة حكومية وُصفت منذ البداية بـ“هشة التوازنات” و“ضعيفة الانسجام”؟

Post a Comment

أحدث أقدم