متابعة
شهدت قاعة المركب الثقافي لمدينة القنيطرة مساء الأمس 07 نونبر 2025 انطلاق العرض الافتتاحي للملحمة الوطنية "القنيطرة معبر الحضارات ــ ولاء ووفاء من المقاومة إلى المسيرة الخضراء" للفنان والمبدع المؤلف والمخرج المسرحي محمد أبوسيف، وذلك بحضور أعضاء من المجلس الجماعي لمدينة القنيطرة وممثلين للسلطة، ومسؤولين من المديرية الإقليمية لكل من الثقافة والشباب، وكذا المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، والعديد من النقاد والمهتمين، إلى جانب عدد من المنابر الإعلامية.
جمالية المشاهد أبهرت الجمهور الحاضر ،حيث جمعت بين حضور الصور والفيديوهات التي شكلت الوثائق التاريخية، والأداء الفني الذي كان يشخص أحداث تلك الوثائق ويعيد تركيبها، وهي أحداث تاريخية تروي عن نضال المدينة ومقاومتها لكل الأجناس التي عبرت المنطقة واستوطنتها من قرطاج والرومان، إلى محاولات القراصنة الإسبان والبرتغال فالاستعمار الفرنسي أخيرا.
كما دونت الوثائق لصور وأسماء المقاومين والمقاومات والفدائيين والفدائيات من أبناء الوطن عموما والإقليم خصوصا، أولئك الذين استشهدوا أو اعتقلوا في سبيل الحرية والاستقلال. وقد لعبت التقنية في العرض المسرحي دورا هاما في عرض الصور والمواقع التاريخية والأحداث البطولية، كما وتقت لمقاطع من الخطب الملكية، سواء منها التي تعود إلى المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، خلال العودة الميمونة وزيارة السجن المركزي بالقنيطرة وإطلاق سراح المعتقلين والإشادة بالنضال في منطقة الغرب، أو تلك التي تعود إلى الراحل الحسن الثاني في حدث المسرة الخضراء المظفرة.
إلى جانب ذلك اغتنمت الملحمة الخطاب الملكي الأخير لتوظف جزء هاما منه، وهو الخطاب الذي قال فيه جلالة الملك محمد السادس نصره الله: "لقد حان وقت المغرب الموحد من طنجة إلى الكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه وعلى حدوده التاريخية" وهكذا وأمام خلفية ديكورية رائعة تمثل قصبة المهدية بارتفاع يبلغ خمسة أمتار من أرضية الخشبة إلى أعلى مستوى في سقف المسرح، يقف الممثلون في دائرة ضوئية يحفها العازفون من جهة والمنشدون من الجانب الآخر، لأداء أدوارهم من خلال مجموعة من الحلايقية والرواة، الذين يروون الأحداث التاريخية ويشخصون حدث المسيرة الخضراء، والاحتفاء بالقرار الأممي، يشاركهم في ذلك فرق من الهياتة وعبيدات الرما، كما ظل الجمهور الحاضر يشارك أيضا بالتصفيق والهتاف والتصلية على النبي وترديد الأغاني الوطنية التي وظفتها الملحمة، كأغنية "صوت الحسن ينادي" وأغنية "العيون عيني" وأغان أخرى من فن الملحون، ليشكل المخرج من الجمهور أكبر كورال للملحمة، التي أثارت الحماس وأوقدت في النفوس شعلة الروح الوطنية الخالدة.
أما بالنسبة للطاقم الفني فقد ضم نخبة من ألمع نجوم المدينة في التشخيص والغناء، وكانت التشكيلة كالتالي: الفنانة فاطمة حداد في دور صوت موال المدينة "زهرة حلالة"، الفنانتين إيمان الإدريسي ونجاة أغريب في دور مقدمتي الحفل، الفنانين محمد زيات ونورالدين بنكيران في أدوار الساردين والمجاهدين، الفنان ادريس الطيطي في دور حانون القرطاجي، الفنان يفيد ميلود في دور الرقاص والبسايطي، والفنان عبد الكبير فرداد في دور البراح. أما في أدوار المقاومين والمقاومات، فكانت كل من الفنانة سناء قدي، والفنانين عبد الرحيم الزمراني وموحى الشعيوي، إضافة إلى الفنانين المصطفى السبيعي وعزيز فلاح، اللذين أديا أيضا أدوار الحلايقية. كما رافقتهم في الإنشاد الأسماء الفنية التالية، كوثر أوطالب، هبة راجح، رجاء خليفي، مونى عبد الحق، بديعة بنشقرون، خديجة التمناري، والعازفون حفيظ زيدان، سعيد الحجار، عبد الصمد بوعياد، التهامي المودن وعبد النبي البخاري، إلى جانب ضيف الشرف الفنان المقتدر الأستاذ وهيب زنفوخ. وقد ساعد في إخراج هذه الملحمة كل من الفنان سعيد غزالة والفنان العربي الدوش، صحبة التقنيين المرافقين، كل من إلياس تولود، توفيق بوعزوني، وادريس محنحنة، إلى جانب جنود الخفاء: أسماء أبوسيف، أسماء أكوريم، ميلود زبير، رضوان زرق العين، عمر بلعود، ربيع باهلة وأوسامة بلمريس.
الملحمة كانت من تأليف وإخراج الفنان محمد أبوسيف وإنتاج جمعية فوانيس المسرح والسينما والطرب للتنمية والثقافة، بشراكة مع مجلس جماعة القنيطرة، ودعم من المديرية الإقليمية للثقافة، وتعاون مع كل من المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالقنيطرة ومؤسسة سيدي مشيش العلمي، ومقهى Cool View بالقنيطرة.

إرسال تعليق