ما أثار الاستفزاز لدى العديد من المشاهدين خلال مباراة المنتخب الوطني أمام موزمبيق لم يكن أداء اللاعبين داخل الملعب، بل المشهد الخارجي لتحليل المباراة: الزميل طارق السكراتي وضيفه الكريم واقفان تحت الأمطار الغزيرة، يحاولان تقديم قراءة في مجريات اللقاء وسط ظروف لا تليق لا بالمحللين ولا بالقناة الناقلة.
تساءل كثيرون:واش مااشي حشومة ,قناة بحجم “الرياضية” عاجزة عن توفير استوديو محترم لتحليل المباريات؟ كيف يُعقل ألّا تتمكن القناة من حجز “لوج” بسيط أو فضاء مغطى يضمن الحد الأدنى من الراحة للمحللين؟ وهل فعلاً الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بكل إمكانياتها البشرية والتقنية، غير قادرة على تجهيز استوديو متنقل يتناسب مع أهمية المباريات والتنقلات؟
المشهد بدا صادماً لأن المناسبة نفسها مهمة: افتتاح ملعب طنجة بحلّته الجديدة كان حدثاً وطنياً كبيراً يستحق تغطية تليق بالمناسبة، واستوديو تحليلياً يعكس مستوى البنية التحتية التي يستثمر فيها المغرب الملايين. لكن الواقع كان بعيداً عن ذلك تماماً.
الأسوأ أن هذه الواقعة لم تكن الأولى؛ فقبل أسابيع قليلة من انطلاق نهائيات كأس إفريقيا، تتراكم ملاحظات عديدة حول مشاكل تنظيمية وتقنية داخل قناة الرياضية، دون أي بوادر إصلاح أو تحرك مسؤول. وكأن القناة غير معنية بحدث قاري سيضع المغرب في واجهة الاهتمام الإعلامي الإفريقي والدولي.
اليوم، وبعد هذا المشهد المحرج، يزداد القلق حول مستوى الجاهزية لمواكبة كأس إفريقيا بالصورة التي ينتظرها الجمهور المغربي. فالأمر لا يتعلق فقط بنقل المباريات، بل أيضاً بصورة القناة التي يفترض أن تمثل الإعلام الرياضي المغربي بأفضل وجه.
ختاماً، يبقى السؤال معلقاً: هل ستتدارك “الرياضية” أخطاءها قبل فوات الأوان، أم سنشهد تكرار نفس المشاهد غير اللائقة خلال أهم حدث كروي في القارة؟



إرسال تعليق