منذ الدقائق الأولى لانطلاق مباراة السنغال وبوتسوانا، ضمن منافسات كأس أمم إفريقيا المقامة بالمغرب، أثار المعلق الجزائري حفيظ الدراجي جدلًا واسعًا بسبب طبيعة تعليقه الذي طغت عليه الانتقادات والملاحظات الخارجة عن إطار مجريات اللقاء.
فبدل التركيز على الأداء الفني للفريقين وتحليل الخطط والتحركات داخل المستطيل الأخضر، استهل الدراجي تعليقه بالحديث عن الحضور الجماهيري، واصفًا إياه بالضعيف في هذه الدورة، قبل أن ينتقل إلى التطرق بشكل متكرر للأحوال الجوية بمدينة طنجة، محذرًا أكثر من مرة من احتمال توقف المباراة أو إلغائها بسبب الأمطار الغزيرة.
هذا التركيز المتواصل على عوامل خارجية، خاصة خلال النصف ساعة الأولى من المباراة، طغى بشكل واضح على التعليق، وأبعده عن الدور الأساسي للمعلق الرياضي، المتمثل في مرافقة المشاهد وشرح مجريات اللعب وإبراز الجوانب التكتيكية والفنية للقاء.
وقد اعتبر عدد من المتابعين أن هذا الأسلوب في التعليق يفتقر إلى الحياد والموضوعية، ويؤثر سلبًا على تجربة المشاهدة، خاصة في بطولة قارية كبرى يُنتظر فيها خطاب إعلامي مسؤول يواكب الحدث الرياضي بدل التشويش عليه.
ويبقى التعليق الرياضي عنصرًا أساسيًا في إنجاح المباريات الكبرى، إذ يتطلب توازنًا بين نقل الأجواء العامة للمواجهة والالتزام بالتركيز على ما يجري داخل الملعب، وهو ما رأى كثيرون أنه غاب في هذا اللقاء، ما فتح باب النقاش مجددًا حول مهنية التعليق وحدود النقد أثناء البث المباشر.

إرسال تعليق