شريط


 0 162

تقرير: حسن الحماوي  


*مواطنون يناشدون بحلول عاجلة للظاهرة

في قلب مدينة سلا، وعلى مرأى من الساكنة والزوار، أصبحت مشاهد المختلين عقلياً تتكرر بشكل يومي في عدد من الأحياء والشوارع الرئيسية، من ساحة باب المريسة مروراً بشارع محمد الخامس، إلى أحياء سيدي موسى وقرية أولاد موسى. ظاهرة باتت تؤرق بال المواطنين، وتطرح تساؤلات حارقة حول دور السلطات المحلية، والمصالح الصحية، والمؤسسات الاجتماعية.

*حضور دائم.. وخطر محتمل

يقول “عبد القادر”، أحد سكان حي السلام:> “أصبحنا نخاف على أطفالنا ونسائنا، بعض هؤلاء المختلين يسيرون شبه عراة، ويتصرفون بعنف أحياناً، بل ويعتدون على المارة بدون سبب.”

عدد من المواطنين أكدوا أن هؤلاء الأشخاص، رغم ظروفهم النفسية والاجتماعية الصعبة، قد يتحولون في أي لحظة إلى مصدر خطر حقيقي، خاصة مع غياب أي تدخل طبي أو اجتماعي لمتابعتهم أو احتوائهم.

*شهادات مؤلمة

في تصريح للجريدة، قالت “نادية ”، مقاولة بالمدينة:> “من غير المقبول أن يتحول الشارع إلى ملجأ إجباري للمصابين بأمراض عقلية، هذا إهمال للدولة، وظلم لهؤلاء الناس وللمجتمع ككل.”

وأضافت: “أذكر أن أحد العمال تعرّض لهجوم من شخص مختل عقلياً قرب مقر العمل ، ومنذ ذلك اليوم، أصبح يعاني من نوبات هلع وخوف مزمن.”

*غياب مراكز الإيواء والتكفل

وحسب فعاليات جمعوية، فإن مدينة سلا تفتقر لمراكز خاصة باستقبال المرضى النفسيين والعقليين، أو على الأقل لخلايا يقظة تابعة للسلطات المحلية أو الصحية، قادرة على التدخل في الوقت المناسب.

وفي ذات السياق صرح احد الجمعويين  قائلاً: > “المختلون العقليون ليسوا مجرمين، إنهم ضحايا ظروف معقدة، من الفقر، والجهل، وانهيار الأسرة، لكن تركهم في الشوارع بهذا الشكل جريمة في حقهم وفي حق المواطنين.”

*مطالب الساكنة: التدخل العاجل

من خلال وقفات احتجاجية صغيرة، ومنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي، طالب عدد من سكان المدينة السلطات المحلية بالتدخل السريع، من خلال:

إحصاء دقيق للحالات المنتشرة في الشوارع.

فتح مراكز إيواء وعلاج نفسي.

تفعيل دور الشرطة الإدارية ومندوبية الصحة.

إشراك جمعيات المجتمع المدني في المواكبة والرعاية.

*في انتظار الحل.. الخوف يسكن الشوارع

إلى حين استجابة الجهات المعنية، تبقى حياة المختلين العقليين معلقة على أرصفة الإهمال، فيما يظل الخوف والرعب رفيق درب الساكنة، خصوصاً النساء والأطفال.

إنها ظاهرة لا يمكن السكوت عنها، لأنها تمس بكرامة الإنسان قبل أن تهدد أمن المجتمع.

Post a Comment

أحدث أقدم