شريط

 



في أجواء احتفالية مميزة، نظمت جمعية سفراء السعادة حفلًا بمناسبة الدخول المدرسي 2025/2026، تحت شعار: “التربية الدامجة حق وعيش مشترك”.

هذا الموعد التربوي والإنساني شكّل محطة بارزة لتجديد الالتزام بقضية إدماج الأطفال في وضعية إعاقة داخل المنظومة التعليمية، باعتبارها حقًا دستوريًا وركيزة أساسية لترسيخ قيم العيش المشترك والاندماج الاجتماعي.


وفي كلمته بالمناسبة، أكد الأستاذ منير ميسور، رئيس جمعية سفراء السعادة، أن تمكين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من ولوج المؤسسات التعليمية والخدمات التربوية ليس فقط التزامًا قانونيًا، بل ضرورة إنسانية ومجتمعية، تنسجم مع الرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يولي اهتمامًا خاصًا بقضية الأشخاص في وضعية إعاقة، ويجعلها في صلب مشروع الدولة الاجتماعية.

وقد عبّر ميسور عن اعتزازه بالدعم الذي حظيت به الجمعية من طرف مجلس عمالة الرباط، كما ثمّن الشراكة الفاعلة مع مختلف القطاعات الحكومية، من بينها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط – سلا – القنيطرة، التعاون الوطني، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهي أطراف أساسية ساهمت في إنجاح هذا الحفل التربوي.



وتخللت الأمسية فقرات فنية وتربوية شارك فيها الأطفال، الذين أبدعوا في عروض متنوعة أظهرت مواهبهم وعززت ثقتهم بأنفسهم داخل فضاء تربوي دامج وداعم.

غير أن هذه المبادرات، على أهميتها، تبرز في المقابل واقعًا صعبًا تعيشه العديد من الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بالمغرب، والتي تعاني من غياب الدعم وتأخر صرف اعتمادات صندوق التماسك الاجتماعي لهذه السنة، ما يهدد استمرارية خدماتها لفائدة أزيد من 30 ألف طفل من ذوي الإعاقة، ويضع مستقبل أكثر من 9 آلاف عامل اجتماعي في مهب الضياع.

وفي هذا السياق، شددت جمعية سفراء السعادة على أن تجاوز الإقصاء والتمييز يتطلب إيجاد صيغة منصفة ومستدامة لدعم هذه الجمعيات، باعتبارها شريكًا أساسيًا في تنزيل مشروع الدولة الاجتماعية. كما ذكّرت الحكومة بالتزامها في برنامجها بتخصيص 500 مليون درهم كدعم سنوي قار لفائدة المراكز والجمعيات العاملة في المجال، مؤكدة أن احترام هذا التعهد ليس فقط وفاءً بوعد سياسي، بل استثمار استراتيجي في مدرسة الإنصاف والعدالة الاجتماعية.


واختتمت الجمعية كلمتها بالتأكيد على أن التربية الدامجة ليست مجرد شعار، بل رؤية عملية تؤسس لمستقبل مشترك قوامه الكرامة والعدالة، حيث لا يُترك أي طفل خلف الركب.

Post a Comment

أحدث أقدم