لا تزال الدراجات النارية ثلاثية العجلات، المعروفة بـ“الطريبورطورات”، تُشكّل خطرًا يوميًا على حياة المواطنين بمدينة سلا، خاصة بشارع ابن الهيثم الذي تحوّل إلى مسرح لفوضى مرورية لا تُطاق، وسط غياب تام لأي تدخل جدي من السلطات المعنية.
هذه المركبات، التي يُفترض أن تكون وسيلة نقل للبضائع، صارت تُستعمل لنقل الأشخاص والسلع بشكل عشوائي، دون احترام لأبسط قواعد السير، ودون توفرها في كثير من الأحيان على وثائق أو تجهيزات السلامة القانونية. فسرعان ما تتحول جولتها في الشارع إلى سباق مفتوح يهدد الراجلين والسائقين على حد سواء.
يقول أحد سكان المنطقة في تصريح للموقع: “كل يوم نعيش الرعب.. لا ممرات محروسة، ولا مراقبة من الأمن أو السلطات، الطريبورطورات تمر بسرعة جنونية وسط الزحام، وكأنها فوق القانون.”
مشاهد مؤسفة تتكرر يوميًا: تجاوزات خطيرة، نقل عشوائي، تحميل مفرط، وضجيج مزعج يرافق حياة الساكنة. والأخطر من ذلك، غياب ردّ فعل ملموس من المصالح المختصة، رغم الشكايات المتكررة والنداءات التي يوجهها المواطنون عبر مختلف المنصات.
مدينة سلا، بتاريخها العريق وإرثها الحضاري، تستحق نظامًا مروريا يليق بها، لا فوضى متواصلة تسيء إلى صورتها وتجعل شوارعها ساحة للفوضى والاستهتار.
فإلى متى هذا الصمت المريب من الجهات المسؤولة؟
ومتى ستتحرك السلطات لوضع حدٍّ لهذا الانفلات الذي يهدد الأرواح ويشوه جمالية المدينة؟
خاتمة:
إن استمرار “الطريبورطورات” في عربدتها اليومية دون رقابة صار علامة من علامات الفوضى الحضرية في سلا. والمطلوب اليوم ليس فقط تطبيق القانون، بل فرض النظام وإعادة الاعتبار لمدينة تُنادي بالاحترام، قبل أن تتحول شوارعها إلى فوضى مفتوحة بلا نهاية.

إرسال تعليق