دبلوماسية ملكية بشمولية واستراتيجية متكاملة
القرار الأممي لا يمكن فصله عن النهج العام للدبلوماسية الملكية التي تميّزت بالوضوح، والرؤية الاستراتيجية، والقدرة على التفاعل مع التحولات الإقليمية والدولية، في إطار الدفاع الثابت عن السيادة الوطنية ووحدة التراب المغربي.
الدبلوماسية المغربية، كما أرساها الملك، ليست سياسية فقط، بل شاملة في أبعادها الاقتصادية والثقافية والدينية والإنسانية، مما يعكس عمق الرؤية الملكية وتكامل مقاربتها.
البعد الإفريقي.. رهان استراتيجي ناجح
منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، جعل من إفريقيا أولوية في سياسته الخارجية، عبر أكثر من خمسين زيارة ملكية إلى أزيد من ثلاثين دولة إفريقية، أثمرت أكثر من ألف اتفاق ومذكرة تعاون في مختلف المجالات.
وقد شكلت عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017 محطة فارقة في تعزيز حضوره القاري، وتكريس صورته كفاعل إفريقي موثوق يسعى لتنمية القارة بروح التضامن والمصداقية.
حضور عربي متوازن وموقف ثابت من القضايا العادلة
على الصعيد العربي، عزز المغرب حضوره الفاعل داخل الفضاء العربي، محافظًا على نهجه المتوازن في القضايا الإقليمية، ومواصلاً دفاعه عن القضية الفلسطينية، حيث يضطلع الملك، بصفته رئيس لجنة القدس، بدور ريادي في حماية المدينة المقدسة ودعم صمود أهلها.
تنويع الشراكات وترسيخ مكانة المغرب الدولية
جعلت الرؤية الملكية من تنويع الشراكات مبدأً استراتيجياً في السياسة الخارجية، ترسيخًا لاستقلال القرار الوطني.
وهكذا عزّز المغرب علاقاته مع شركائه التقليديين مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة، الذين يدعمون المبادرة المغربية للحكم الذاتي بوضوح.
بفضل هذه المقاربة، أصبح المغرب قوة إقليمية وازنة وجسرًا حضاريًا بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب.
حضور مؤثر داخل الأمم المتحدة
كرّس المغرب مكانته داخل الأمم المتحدة كفاعل موثوق يدافع عن الحوار والتوافق، ويسهم في حفظ السلم والأمن الدوليين، من خلال مشاركة نحو 2000 عنصر من القبعات الزرق في بعثات أممية.
كما يدعم المغرب إصلاح مجلس الأمن من أجل تمثيل عادل للقارة الإفريقية وصوت أقوى للدول النامية.
واليوم، أضحت أكثر من 125 دولة أي ما يعادل 64% من أعضاء الأمم المتحدة، تدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل واقعي ونهائي للنزاع.
التنمية بالأقاليم الجنوبية.. تجسيد فعلي للرؤية الملكية
ولم تقتصر هذه الرؤية على البعد الدبلوماسي، بل تجسدت ميدانيًا في النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015.
تحولت العيون والداخلة إلى ورشين مفتوحين للتنمية والاستثمار، بفضل مشاريع البنى التحتية الكبرى والمناطق الاقتصادية الجديدة، مما جعل الصحراء المغربية نموذجًا للتنمية والازدهار في القارة.
القرار الأممي الأخير ليس مجرد انتصار سياسي، بل ثمرة مسار استراتيجي طويل المدى، يقوده الملك محمد السادس برؤية استشرافية تجمع بين الحزم والذكاء الدبلوماسي. إنه تأكيد جديد على أن مغربية الصحراء أصبحت اليوم حقيقة دولية راسخة، تدعمها الشرعية والقانون والإنجاز على أرض الواقع. 🇲🇦
القرار الأممي الأخير ليس مجرد انتصار سياسي، بل ثمرة مسار استراتيجي طويل المدى، يقوده الملك محمد السادس برؤية استشرافية تجمع بين الحزم والذكاء الدبلوماسي. إنه تأكيد جديد على أن مغربية الصحراء أصبحت اليوم حقيقة دولية راسخة، تدعمها الشرعية والقانون والإنجاز على أرض الواقع. 🇲🇦

إرسال تعليق