تامسنا – يونس صاهر
انطلقت مساء يوم الثلاثاء 10 دجنبر الجاري، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان "تمسنا" السينمائي، تحت شعار "من تافوكت إلى الشاشة.. حكايات أمازيغية تروى بنور السينما"، والتي تتواصل حتى 14 دجنبر، بحضور نخبة من الفنانين وصناع السينما والجمهور الواسع.
استهل الحفل بكلمة ترحيبية ألقتها مديرة المهرجان الممثلة سناء بحاج، رئيسة جمعية "السناء للمسرح والثقافة"، التي أكدت على أهمية المهرجان كجسر يربط التراث الأمازيغي الأصيل بفن السينما المعاصر، وقالت: "نسعى من خلال هذه الدورة إلى ترسيخ صورة السينما كوسيط حيوي لرواية حكاياتنا وهويتنا، ونقلها من دائرة الذاكرة الشفهية إلى فضاء الإبداع البصري". كما أشارت إلى أن المهرجان يهدف إلى خلق فضاء للتبادل والحوار بين مختلف التجارب السينمائية المغربية.
تلا الكلمة عروض فنية استعراضية نالت استحسان الحضور، حيث قدمت فرقة "فلكلور الركبة" لوحات تراثية تعكس تنوع الرقصات الأمازيغية، فيما أبدعت فرقة "عيساوة" في أداء روحاني مميز، جسد الانصهار بين الموروث الصوفي والإيقاعات المحلية.
شهد الحفل تكريم ثلاث شخصيات قدّمت إسهامات متميزة في صناعة السينما والفن :
· الفنانة نعيمة الياس: كُرمت عن مسار فني حافل بالعطاء في مجال التمثيل والغناء الأمازيغي، وقد عبرت عن سعادتها بهذا التقدير قائلة: "هذا التكريم ليس لي وحدي، بل لكل من ساهم في الحفاظ على هويتنا وفننا الأصيل".
· الممثل والمخرج إدريس الروخ: نال تكريماً عن مسيرته الغنية في السينما والمسرح، معبراً عن فخره بالمشاركة في مهرجان يعنى بالسينما الأمازيغية.
· الفاعل الجمعوي محمد بامهاود: تم تكريمه عن جهوده في دور الجمعيات و النهوض بالثقافة المحلية بمدينة تمسنا، فيما أعرب عن امتنانه لهذه الالتفاتة وسط تصفيق حار من الحضور.
تم تقديم أعضاء لجنة التحكيم التي تضم نخبة من الممثلين والفنانين، وهم:
· الفنان حسن مكيات.
· المخرج هشام الوالي.
· الممثلة المتألقة سكينة درابيل.
وستكلف اللجنة بمهمة تقييم الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان.
اختتم الحفل بعرض فيلم الافتتاح "قمر" للمخرجة زينب واكريم، الفيلم القصير الذي حاز على جائزة الأفلام القصيرة في مهرجان "كان" السينمائي الدولي. العمل الذي يجمع بين الحس الإخراجي المعاصر والحكاية الأمازيغية، لاقى تفاعلاً كبيراً من الجمهور، ووضع اللبنة الأولى لعروض سينمائية متنوعة ستقدم خلال أيام المهرجان.
يتضمن برنامج الدورة عروضاً لأفلام أمازيغية طويلة وقصيرة، وندوات حول "السينما والهوية" و"تحديات إنتاج الأفلام الأمازيغية"، بالإضافة إلى ورشات تكوينية لفائدة الشباب المهتمين بصناعة السينما.
بهذه الانطلاقة القوية، يؤكد مهرجان "تمسنا" السينمائي حضوره كتظاهرة ثقافية فنية راسخة، تساهم في إغناء المشهد السينمائي المغربي وتكريس سينما تعكس تنوع وتعدد الهوية الوطنية.

إرسال تعليق